ملعب الإنماء- شراكة استثمارية رياضية تعزز العلامة التجارية السعودية

أكد خبراء متخصصون في مجال الاستثمار الرياضي أن خطوة تسمية الملاعب في المملكة العربية السعودية بأسماء مؤسسات القطاع الخاص، سواء كانت مصارف أو شركات أو غيرها، تمثل استراتيجية فعالة لتعزيز مكانة هذه العلامات التجارية في أذهان الجمهور. وأشاروا إلى أن هذه الخطوة ستساهم في تخفيف الأعباء المالية على وزارة الرياضة، وتحويل الإنفاق على المنشآت الرياضية إلى مصادر دخل ذات جدوى اقتصادية عالية، وذلك وفقا لما صرحوا به لجريدة "الاقتصادية".
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الرياضة عن فوز مصرف الإنماء بحقوق تسمية ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة حتى عام 2029، ليصبح الاسم الجديد للملعب الرئيسي في المدينة الرياضية هو "ملعب الإنماء"، وذلك مقابل مبلغ 20 مليون ريال سنويا، أي ما يعادل 100 مليون ريال لمدة خمسة أعوام.
من جهته، أوضح الخبير الاقتصادي وعضو مجلس الشورى، فضل البوعينين، أن استثمار الأصول الرياضية، وعلى رأسها الملاعب، يساهم في تخفيف الضغوط المالية على الدولة، وتحويل جزء كبير من الإنفاق الحكومي إلى إيرادات مالية. وأضاف أن هذه الخطوة ستشجع على تطوير رياضة كرة القدم وتحويلها إلى صناعة متكاملة تساهم في نمو وتطوير القطاع الرياضي.
تجدر الإشارة إلى أن صافي أرباح مصرف الإنماء قد شهد قفزة نوعية بنسبة 20.51%، ليصل إلى 5.83 مليار ريال في عام 2024، مقارنة بصافي ربح قدره 4.84 مليار ريال تقريبا في عام 2023.
وأردف البوعينين قائلا: "يعد القطاع المصرفي السعودي من أهم القطاعات الاقتصادية وأكثرها ربحية، ومن الضروري تواجده في المنظومة الرياضية من خلال رعاية أو استثمار الملاعب القائمة. وهذا الأمر سينعكس إيجابا على البنوك نفسها، التي تسعى إلى تسويق علامتها التجارية وتعزيز مكانتها، كما سينعكس أيضا على المنظومة الرياضية ووزارة الرياضة، التي ستحصل على عوائد مالية كبيرة تمكنها من تحقيق أهدافها في تنمية الإيرادات وتطوير المنشآت الرياضية".
وأكد البوعينين أن تسمية الملعب باسم إحدى الشركات يعني الترويج لاسمها بشكل مستمر ومتكرر عبر مختلف وسائل الإعلام، واللقاءات، والنقل التلفزيوني. وهذا بدوره يمنح الشركة ساعات ومساحات إعلانية متكررة، مما يساهم في تعزيز علامتها التجارية وتسويقها على نطاق واسع، وهو ما يعود عليها بالنفع.
وأضاف: "إذا قمنا بتقييم تكلفة ظهور اسم المصرف وساعات البث والانتشار في جميع وسائل الإعلام، فسنجد أنها تفوق بأضعاف مضاعفة المبلغ الذي دفعه لوزارة الرياضة".
من جانبه، يرى الدكتور مقبل بن جديع، الرئيس التنفيذي لشركة fg sports، أن وزارة الرياضة قد حققت مكسبا كبيرا من خلال العقد الذي أبرمته مع مصرف الإنماء، خاصة وأنها نجحت في جذب أحد البنوك الكبرى لرعاية الملعب، مما يساهم في تقليل النفقات وتحقيق عوائد مالية مجدية.
وأشار إلى أن مبلغ 20 مليون ريال سنويا لمدة 5 أعوام يعتبر مبلغا ممتازا، أي بإجمالي 100 مليون ريال. وأوضح أن "وزارة الرياضة كسبت عميلا مميزا بسعر أكثر من رائع"، لافتا إلى أن العائد قد لا يكون مباشرا، وإنما يستطيع البنك من خلال هذه الشراكة بناء علاقة قوية مع المشجعين، مما يساهم في تكوين قاعدة بيانات ضخمة، وربما يتجه إلى تفعيل منتجاته داخل الملعب.
كما أشار إلى أن اسم المصرف سيرتبط بالملعب ارتباطا وثيقا، على غرار ملعب الإمارات وملعب الاتحاد وغيرهما، مما يساهم في ترسيخ العلامة التجارية، وإن كانت هذه العملية تحتاج إلى فترة زمنية أطول لا تقل عن 10 أعوام.
وتعتبر تسمية ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية خطوة أولى ضمن مشروع أوسع يشمل عددا من الملاعب في مختلف المدن الرياضية في المملكة العربية السعودية. وتهدف وزارة الرياضة من خلال هذا المشروع الاستثماري النوعي إلى تمكين القطاع الخاص، وتعزيز مساهمته في تنمية القطاع الرياضي، وفتح آفاق جديدة للاستثمار الرياضي.
وشدد بن جديع على أن وزارة الرياضة قد أدارت ملف تسمية الملاعب ببراعة، حيث يعتبر تسمية ملعب مصرف الإنماء إنجازا كبيرا لها. وأضاف أنها تواجه تحديا كبيرا في تسمية الملاعب الأخرى، خاصة وأن من النادر أن تجد شركات أو مصارف تهتم بتسمية الملاعب الحكومية، على عكس ملاعب الأندية التي تحظى باهتمام كبير كما هو الحال عالميا.
فيما طالب البوعينين بتوسيع الشراكة مع القطاع الخاص لتصل إلى مرحلة إنشاء الشركات الكبرى للملاعب، كما حدث مع أرامكو السعودية وإنشائها لملعب الخبر الذي سيكون مخصصا لنادي القادسية.